قام بالإعداد:
فضیلۃ الشيخ مولانا غلام يزداني
السعدي شيخ الأدب العربي بدار العلوم أنوار رضا نوساری غجرات،الھند۔
تحت إشرافِ سعدی عربک اکیڈمی(آن لائن ششماہی نحوی صرفی کورس براۓ طلبہ وطالبات) 9895216427
اَلْحَمْدُ لِلّٰہِ الَّذِیْ ھَدَانَا لِلْإِسْلَامِ، وَشَرَعَ لَنَا أَکْمَلَ الشَّرَائِعِ وَالْأَحْکَامِ، وَأَوْدَعَ فِیْ قُلُوبِنَا حُبَّ خَیْرِ الْأَنَامِ، وَأَشْکُرُہُ عَلیٰ تَوْفِیْقِہٖ وَامْتِنَانِہٖ، وَاَشْھَدُ أَن لَّاإِلٰہَ إِلَّا اللہُ وَحْدَہُ لَاشَرِیْکَ لَہ، وَاَشْھَدُ أَنَّ نَبِیَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُہ، أَمَّا بَعْدُ: فَإِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيْثِ كِتَابُ اللهِ: قَالَ اللہُ تَعَالَی فِیْ الْقُرْآنِ الْمَجِیْدِ: ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّوْنَ اللهَ فَاتَّبِعُوْنِيْ يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوْبَكُمْ وَاللهُ غَفُوْرٌ رَّحِيْمٌ }۔
اَلْإِخْوَۃُ فِیْ الدِّیْنِ:
قَبْلَ کُلِّ شَیْءٍ نَرٰی مِنَ الْمُنَاسِبِ أَنْ نُّقَدِّمَ بَاقَاتِ ھَدْیَۃِ الصَّلَاۃِ وَالسَّلَامِ إِلی رُوْحِ نَبِیِّنَا عَلَیْہِ السَّلَامُ: فَصَلُّوْاعَلَیْہٖﷺ
أَيُّهَا الْحَاضِرُوْنَ :
إِعْلَمُوْا أَنَّ مَحَبَّةَ النَّبِيِّ لَيْسَتْ كَسَائِرِ الْمَحَبَّةِ لِأَيِّ شَخْصٍ نَعَمْ إِنَّ مَحَبَّةَ النَّبِيِّ صَلَى اللهُ عَلَيْه وَسَلَمَ عِبَادَةٌ عَظِيْمَةٌ نَعْبُدُ بِهَا اللهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَقُرْبَةٌ نَتَقَرَّبُ بِهَا مِنْ خِلَالِهَا إِلَيْهِ وَ أَصْلٌ عَظِيْمٌ مِنْ أُصُوْلِ الدِّيْنِ وَدِعَامَةٌ أَسَاسِيَةٌ مِنْ دَعَائِمِ الْإِيْمَانِ كَمَا قَالَ تَعَالى “{اَلنَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِيْنَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ}، وَكَمَا قَالَ رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ: “وَالَّذِيْ نَفْسِيْ بِيَدِه لَايُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتّٰى أَكُوْنَ أَحَبَّ إِلَيْه مِنْ نَّفْسِهٖ وَمَالِهٖ وَوَلَدِهٖ وَالنَّاسِ أَجْمَعِيْنَ”. [البخاري]
وَفِيْ الصَّحِيْحِ أَيْضاً أَنَّ عُمَرَ رَضِيَ اللّهُ عَنْه: يَا رَسُوْلَ اللّهِ، وَاللّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَّفْسِيْ، فَقَالَ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهٖ وَسَلَّمَ: “لَا يَا عُمَرُ حَتّٰى أَكُوْنَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَّفْسِكَ” فَقَالَ: يَا رَسُوْلَ اللّهِ وَاللّهِ لَأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ حَتّٰى مِنْ نَّفْسِيْ، فَقَالَ صَلَّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “اَلْآنَ يَا عُمَرُ “
أَيُّهَا الْمُسْتَمِعُوْنَ الْکِرَامُ:
إِنَّ حُبَّ النَّبِیِّ ﷺ مِنَ الْإِیْمَانِ، إِنَّ رَسُوْلَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ أَشْرَفُ النَّاسِ وَأَكْرَمُ النَّاسِ وَأَطْهَرُ النَّاسِ وَأَعْظَمُ النَّاسِ فِيْ كُلِّ شَيْءٍ وَهذِه كُلُّهَا دَوَاعِيُ لِأَنْ يَّكُوْنَ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ أَحَبَّ اِلَيْنَا
وَصَفَه رَبُّه ” لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُوْلٌ مِّنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيْزٌ عَلَيْه مَا عَنِتُّمْ حَرِيْصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِيْنَ رَؤُوْفٌ رَّحِيْمٌ، “لِذَا یَجِبُ عَلَیْنَا أَنْ نُّحِبَّہ مَایَبْلُغُ ذَرْوَۃَ الْکَمَالِ۔
إِنَّ الْمُؤْمِنَ الَّذِيْ يُحِبُّ النَّبِيَّ صَلَّٰى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ هُوَ الَّذِيْ يُقَلِّدُه فِيْ كُلِّ شَيْءٍ فِيْ الْعِبَادَةِ وَفِيْ الْأَخْلَاقِ وَفِيْ السُّلُوْكِ وَفِيْ الْمُعَامَلَاتِ وَفِيْ الآدَابِ كَمَا كَانَ شَأْنُ الصَّحَابَةِ الْكِرَامِ فَعَنْ نَافِعٍ قَالَ : لَوْ نَظَرْتَ اِلَى ابْنِ عُمَرَ فِيْ اتِّبَاعِهٖ لِرَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ لَقُلْتَ هٰذَا مَجْنُوْنٌ ۔
قَدْ سَطَرَ الصَّحَابَةُ أَرْوَعَ الْأَمْثِلَةِ وَأَصْدَقَ الْأَعْمَالِ فِيْ الدِّفَاعِ رَسُوْلَ اللهِ وَفِدَائِه بِالْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَالْأَنْفُسِ فِيْ الْمِنْشَطِ وَالمَكره .كَمَا قَالَ تَعَالى عز وجل: {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الْحَشْر: 8]
اَلسِّيْرَةُ الشَّرِيْفَةُ مَلِيْئَةٌ بِالْمَوَاقِفِ الَّتِيْ تُبَيِّنُ مَدٰى حُبِّ الصَّحَابَةِ لَه صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ، وَمَا مِنْ خَبْرٍ فِيْ السِّيْرَةِ إِلَّا وَرَاءُه مَوْقِفُ حُبٍّ، يَبْرُزُ مِنْ خِلَالِ الْكَلِمَاتِ أَوْ مِنْ خِلَالِ الْوَقَائِعِ.
وَقَالَ عَمْرٌو بْنُ الْعَاصِ: وَمَا كَانَ أَحَدٌ أَحَبَّ إِليَّ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ وَلَا أَجَلَّ فِيْ عَيْنَيَّ مِنْه، وَمَا كُنْتُ أُطِيْقُ أَنْ أَمْلَأَ عَيْنَيَّ مِنْه إِجْلَالًا لَه وَلَوْ سُئِلْتُ أَنْ أَصِفَه مَا أَطَقْتُ، لِأَنِّيْ لَمْ أَكُنْ أَمْلَأُ عَيْنَيَّ مِنْه.
وَجَاءَتْ فِیْ كُتُبِ السِّيْرَةِ قِصَّةُ زَيْدٍ بْنِ الدَّثِنَّةِ رَضِيَ اللهُ عَنْه لَمَّا أَخْرَجَه الْمُشْرِكُوْنَ إِلى الْتَنْعِيْمِ لِيَقْتُلُوْه, وَسَأَلَه الْمُشْرِكُوْنَ اَنْشَدَكَ اللهُ يَا زَيْدُ, أَتُحِبُّ أَنَّ مُحَمَّداً عِنْدَنَا الْآنَ فِيْ مَكَانِكَ تُضْرَبُ عُنُقُه, وَأَنَّكَ فِيْ أَهْلِكَ؟ قَالَ: وَاللهِ مَا أُحِبُّ أَنَّ مُحَمَّداً الآنَ فِيْ مَكَانِه الَّذِيْ هُوَ فِيْه تُصِيْبُه شَوْكَةٌ تُؤْذِيْه, وَأَنَا جَالِسٌ فِيْ أَهْلِيْ، فَضَحَكُوْا. قَالَ أَبُوْ سُفْيَانَ: مَا رَأَيْتُ مِنَ النَّاسِ أَحَداً يُحِبُّ أَحَداً كَحُبِّ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ مُحَمَّدًا )
أَیُّھَاالْمُسْلِمُوْنَ:
هٰكَذَا كَانَ الصَّحَابَةُ مَعَ رَسُوْلِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّمَ، فِيْ حُبِّهِمْ وَتَضْحِيَتِهِمْ وَطَاعَتِهِمْ لِلهِ وَلِرَسُوْلِه، يَتَقَرَّبُوْنَ إِلى اللهِ تَعَالى بِهذَا الْحُبِّ، وَهذِه الطَّاعَةُ، وَكَانَ أَحَدُهُمْ إِذَا اقْتَرَبَ أَجَلُه يَقُوْلُ: “غَدًا أُلْقِىْ الْأَحِبَّةَ: مُحَمَّدًا وَحِزْبَه”، بَلْ إِنَّ بَعْضَهُمْ لَمْ يَتَنَعَّمْ بِالدُّنْيَا كَمَا يَتَنَعَّمُ بِهَا غَيْرُه؛ لِأَنَّه يَقُوْلُ: “تَرَكْتُ النَّبِيَّ عَلَى عَهْدٍ، وَأُحِبُّ أَنْ أَلْقَاه كَمَا تَرَكْتُه۔